السلام على شيخنا وابانا الحبيب ورحمة الله وبركاته، شيخنا العزيز تكرر على سمعي  اليوم هذه الاية من سورة ال عمران {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آل عمران : 35]، فتذكرت ما افضت به علينا في هذا النشر المبارك وربما حل لي لغزآ لم افقه في الاية من قبل حين قالت امراة عمران {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ … } [آل عمران : 36].

حيث كنت اسال نفسي لماذا قالت اني وضعتها انثى!! اليس الله اعلم بها منها؟!.

فوجت الاجابة في نفسي ان امراة عمران خجلت من تقدمتها لله لانها ارادت ان تقدم الاكمل والافضل وهو الذكر (حسب رؤياها) لكن الله رزقها بانثى ..رغم ذلك قدمتها لله سبحانه في استحياء.

السؤال وعذرا على الاطالة ..اجاب الله سبحانه { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنࣲ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنࣰا وَكَفَّلَهَا زَكَرِیَّاۖ … } [آل عمران : 37].

  اقول هل من الممكن ان يكون اختيار الله لخاصته من خلقه مبني في بعض الاحيان على عطاء او تقدمة من احد  الوالدين؟!. اي ليس كما يكون بارادة خالصة من الحق سبحانه في الاختيار، كما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا یُوحَىٰۤ }[طه : 13]، وهل من الممكن ان تكون التقدمات الخالصة (باختلاف انواعها)هن ما نرى لهن من اثر في المجتمع ..حيث الله يتقبلهن وينميهن ويرعاهن، في المقابل هل تردي المجتمع وقلة وجود ما يصلحه ..هل هو بسبب جفاء المجتمع عن التقدمات الخالصة لله سبحانه ؟

الإجابة

بسمه تعالى

  عليكم السلام والرحمة والاكرام

  حسب القاعدة لا يخلو شيء من ارادة الهية سابقة.

  لكن ما سألتم عنه من تأسيس الارادة الالهية على بعض التقدُمات الطاهرة فهذا وارد وقد شهدنا بعض مصاديقه على المستوى العالي، بل أن الحق قد يؤسس نظام كامل على تقدمة نقية طاهرة.

   والتقدمة أو التضحية أو التطوع على اختلاف التسميات، هو باب فتحه الله عز وجل لعباده يختصر لهم من خلاله الكثير من مراتب التطهير ومدارج القرب. فإن قدّم العبد أمراً للحق تعالى بنية خالصة مُخلَّصة من شوائب الشرك والطمع؛ فسوف يكون لتلك التقدمة أثراً بالغاً للشخص نفسه ولمن هم في فلك التقدمة، وكلما زادت طهارة نية التقدمة أو صدرت من مرتبة عالية في الكمال كان أثرها أوسع في عالم التكميل.

   في الجانب المقابل فإن انعدام وجود التعاملات الطاهرة مع الحق تعالى والتي منها التقدمة، أو غلق باب التقدمة خصوصاً؛ فإن ذلك يساهم مساهمة كبيرة في تردي المجتمع وابتعاده عن الفضيلة وتباطؤ مسيره التكميلي.

والله تعالى وحده العالم بحقائق الامور.

منتظر الخفاجي



جديد قسم : سؤال وجواب

إرسال تعليق