بما أنه ليس كل الأفراد يمرون بتجارب متساوية من جهة الكم أو المستوى، وخاصة الأطفال حيث محيطهم الذي يتعاملون معه محدود إن تُرك وحاله، فعليه: يتحتم على الآباء أن يُبرزوا دورهم هنا، والمتمثل بإدخال أبنائهم بتجارب اصطناعية -لو صحت التسمية- أي هم يُحدِثونها ويضمَنون من خلالها تَرقّي عقل الطفل بحيث يلحَظون الفارق بين فترة وأخرى.

    ثم تكون هذه التجارب من التنوع بما يضمن معها تحريك كل أجزاء العقل لدى الطفل، من سرعة التفكر، وإمكانية المحافظة على الفكرة، وقوة الملاحظة، وسرعة البديهة، وقدرة الحافظة، وسلاسة الذاكرة، وسرعة الاستنتاج، ودقة الربط، وغيرها.

   ومن أصول التجارب التي تنفع بهذا الصدد، والتي ينبغي على الأب المسؤول أن يأخذها بعين الاهتمام هي:

  • أن تَعرض على الطفل بعض المشاكل الصغيرة وتطالبه بحلول لهذه المشكلة، وإن أتاك بحلٍ فأَكثر من مدحه والثناء عليه حتى وإن كان الحل خاطئاً مئة بالمئة؛ فإن هذا الأسلوب سيحرك عقله حركةً مُعتدٍّ بها.
  • إروِ له قصة وطالبه بالفائدة من هذه القصة، الأمر الذي يُلجئه إلى تحليل القصة ودراسة مفرداتها.
  • اعرض عليه بعض الآيات والأقوال والحكم واطلب منه تفسيرها.
  • أعطه بعض الكلمات أو العبارات وطالبه بحفظها بشرط أن لا يكون كارهاً لها، أو قُص عليه قصة وطالبه بقصها على أخوته أو أصدقائه، الأمر الذي يدفعه إلى حفظ القصة، بالتالي تقوية الحافظة لديه.
  • استذكر معه الأحداث القديمة بدقائقها ولحظاتها كي تنشط لديه الذاكرة.
  • ضعه في مواقف اضطرارية وطالبه بالخروج منها بسرعة، فسوف تُسّرع بديهيته وعملية الاستنتاج لديه.
  • رَبِّ لديه النظرة التقويمية، وذلك بتحليل الشخصيات أمامه، ثم تطالبه بتحليل شخصيات يعرفها، من جهة صفات تلك الشخصيات، فهذا سينمي لديه قوة الملاحظة.
  • اطلب منه كتابة بعض القصص، وان كانت أسطر قليلة، فسوف توسع لديه خياله وتقوي لديه الربط بين الأشياء.
  • ادخله في بعض الأمور المُحيرة سواء الفكرية أو الفعلية، فسوف تجبره على استغلال تفكيره، حتى لو لم يستطع الخروج منها.
  • ينبغي أن تكسر لديه غريزة الخوف من الخطأ في التفكر.
  • لا تستحقر أسألته خاصة في العمر الذي تكثر فيه تساؤلاته، فحاول أن تجعله يحصل على أجوبة لكل تساؤلاته، والأغلب بأن تجيبه أنت والأقل بأن تطلب منه أن يفكر بها، ومع مرور الزمن تعكس النسبة.
  • اجعل كل ما يسأل عنه عظيماً وخاصة الأسئلة التي ترى فيها تقويماً لشخصيته، فعظمها واجعل لها اهتماماً خاصاً وأكثر من الثناء عليه، بعكس الأسئلة التي لا ترى فيها منفعة له، أجب عليها أكيداً ولكن قلل من أهميتها فعلاً لا قولاً.
  • حاول أن لا تجعله يتهيّب من سؤالك أو يتردد فيه، وبالتالي تُسقِط لديه أهمية المعرفة.
  • لا تنزعج من اهتماماته العبثية وكثرة الحديث عنها، فربما يتحدث معك نصف ساعة عن لعبة الكترونية؛ بل تفاعل معه واتخذ منها مدخلاً لتنمية دقة الملاحظة لديه، وذلك بسؤاله عن دقائق تلك اللعبة، وطرح بعض الاحتمالات عليه، وكيف يتعامل معها إن واجهته في تلك اللعبة.
  • ازرع في ذهنه شخصية من الشخصيات العظيمة وحببها إلى قلبه، لكي يحاول التشبه بها، فإن التشبه من طبائع النفس.
  • اختر له من القصص ما ينمي الفكر، أي القصص التي تحوي لطائف عقلية، وليس قصص الأبطال فقط.
  • حاول أن تستشيره في بعض أمورك أو أمور المنزل، وحين الاستشارة قرب له الجواب الصحيح، ثم طبّق ما يشير به، فمثل هكذا أمور ترفع ثقته بعقله إلى درجة كبيرة.
  • إذا أحضرته إلى مجالس الرجال فاسأله بعد رجوعك عن رأيه في ما دار في المجلس وتقييمه لما طُرح هناك.
  • استخدم معه أسلوب الجزاء، فجازه على ما يأتي به من أفكار أو حلول صحيحة، فإنه أسلوب إلهي ناجح.
  • علمه النصح والإرشاد فهي من مقومات الشخصية، واقل فوائدها أنها تمنعه من الوقوع بالخطأ الذي يحذر أصدقائه منه.
  • النقطة الأهم هي: حاول أن لا تجعله كما تريد، وتُحقق رغباتك وطموحاتك وآمالك على حسابه وتجعل منه إناء لحمل طموحاتك، إنما اجعل منه ما يَصلُح له فإنه كما قال الرسول الأعظم: (كلٌ مُيسّر لما خُلِق له).

 منتظر الخفاجي



جديد قسم : مقالات

إرسال تعليق