سؤال شيخنا العزيز. في أسماء الله الحسنى اسم المنتقم .والاية الكريمة تقول { إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة : 22] والاية الثانية تذكر {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف : 55] ،كيف نفهم اسم المنتقم بما ان الانسان عليه ان يعكس الصفات الالهية؟.
الإجابة
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
الانتقام المنسوب لله تعالى هو ليس الانتقام المعروف بين الناس، فالانتقام لدى الناس:
هو حقدٌ وطلب ايقاع الضرر أخذاً بالثأر المؤدي الى اطفاء الغيض الكامن في الصدر والتشفي من المقابل، فهو مجرد من النظر لأي أمر آخر. وكل ذلك لا يجوز على الله تعالى.
انما الانتقام الالهي هو العقوبة على الذنب والتي إما ان تكون تأديبية او تقويمية او قطعاً لضرر المُنتَقَم منه عن نفسه او عن غيره، فحينها يغلق العبد المخطئ كل الابواب بوجه الله تعالى فلا يبقى أمام الله تعالى الا باب الانتقام لكي يقطع شرور العبد عن نفسه ويوقف سلسلة تسافله في عالم الظلام، لذلك قال جل اسمه:(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) وقد يكون التأسف هنا بمعنى الحزن وليس بمعنى الغضب. فليس لله تعالى مصلحة عند العبد حتى ينتقم منه حين ضياعها!، انما مصلحة العباد هي التي تقرر نوع التعامل الالهي.
والله تعالى هو العالم بحقائق الامور.
منتظر الخفاجي
تعليقات: 0
إرسال تعليق