تعليقاً على بعض كلامنا سأل الاخ ( Abu Hussein )
   سؤالاً لطيفاً أجد في نشره واجابته منفعة للقارئ. والسؤال هو:
   سَــــــــــــلاَمٌ عَلَيْكُمْ
   شيخنا العزيز…
    ما هو سبب البسط والقبض… خصوصًا ان هناك حالات ما إن تكون منبسطًا حتى تتفاجأ بانقباض بمجرد اللقاء لبرهة مع أحدهم…. كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة، وما السبيل للتخلص منها؟
دمتم في حفظ الله و رعايته.

 بسمه تعالى

   عليكم السلام والاكرام
  ما يَردُ على قلب الانسان من حالي القبض والبسط أو الكُربة والانشراح له منشآن:
الاول: هي نوازل عليا خارجة عن إرادة الفرد، كمن يكون جالساً في داره وينزل عليه حال قبض أو حال انشراح لا يعرف سببه ثم يزول بعد مدة ليست بالطويلة، وهذا القسم ليس للفرد القدرة على التحكم فيه.
الثاني: الكربة والانشراح الناتجان عن أعمال الانسان، فقد يعمل الفرد عملاً سيئاً فيعقبه كربة أو ضيق شديد {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} وهذا ناتج عن العقوبات المعجلة، وأكثر ما يحصل ذلك لمن هم في مقام القلب، وكذا بالنسبة للبسط أو الانشراح.
أما ما ذكرته –أيدك الله تعالى- من الغُمَّة أو الضيق الحاصل من تأثير الاشخاص، والناتج غالباً من تأثير النفوس المتدنية، فحينما تجالس شخصاً ما أو تكلمه وربما فقط بالنظر اليه ؛ يحصل لديك ضيق أو انزعاج داخلي؛ فذلك يعود الى سببين أيضاً:
السبب الاول: هو التضاد الصفاتي، فحينما تكون صفات الشخص المقابل على طرفي النقيض من صفاتك هنالك يحصل الضيق والانزعاج الداخلي، وذلك لتنافر الصفات بينكما.
السبب الثاني: هو الاختلاف المرتبي، عندما يكون الشخص في مرتبة عالية نسبياً من الكمال العام، ويكون الشخص المقابل أدنى منه بدرجات، سيكون هنالك عدم توافق روحي؛ فيسبب ذلك ضيق صدري لدى الاعلى مرتبة، وهذا يحصل في بدايات العلو الكمالي فقط.
أما كيفية التخلص من ذلك –رعاك الله برعايته وجعلك من خاصة رعيته-.
بالنسبة للأحوال القلبية الاولى فليس للإنسان السيطرة عليها لخروجها عن سلطانه كما ذكرنا وانما يزول بعد أن يحقق الغرض من نزوله.
وأما الضيق الصدري الحاصل من بعض الاشخاص فبإمكان الانسان السيطرة عليه والخروج من تأثيره، عن طريق ترويض النفس وتقوية باطنه؛ بتوسيع تحمله وكثرة الاختلاط بأصحاب تلك المستويات، نعم سيجد صعوبة في بداية الامر ثم تزول تلك الصعوبة ويضمحل ذلك التأثر.

والله تعالى هو العالم بحقائق الامور.
أيدك الله تعالى


منتظر الخفاجي
4\12\2021

جديد قسم : سؤال وجواب

إرسال تعليق