السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال لسماحة الأب المربي شيخنا الفاضل.

   ورد في كتاب سماحتكم الموسوم ( قواعد الإيمان من بين يدي القرآن / قاعدة البقاء والنماء ص  142) :  (( يجب أن يستمر الإنسان بمسألة التطهير ولا يتوقف عند حد معين فإن موارد الإشراك كثيرة جداً………… لأن نية التطهير هي التطهير وتؤدي إلى تطهير)).

   لذلك ذكرتم سماحتكم (( إن لم يستطع أن يوجد الإنسان شيئا من الطاهرة في نية فعله فالأولى الترك؛ لأن الترك لله خير من العمل لغير الله تعالى)) ص 143.

فسؤالي هو :–

    لو أن الإنسان جسد كل ما تفضلتم به عمليا واخلص نيته لله عز وجل وحده في كل أعماله وطهر قلبه عن كل ما سواه جل جلاله وترتب على ذلك مقبولية واستحسان ومدح وثناء ولربما عطاء مادي في بعض الأحيان وهو لا يرجو ذلك لأنه يعمل بمبدأ إنما نطعمكم لوجه الله  لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا.

    فهل أن هذه النتائج العرضية التي ترتبت على الأعمال الخالصة لوجهه الكريم من مقبولية واستحسان ومدح وثناء للمخلص في عمله تؤثر على نية طهارة عمله، وما هو الأسلوب الانجع للحفاظ على طهارة النية الخالصة في الاعمال وعدم تلويثها بالاشراك وكما أسلفتم القول بأن موارد الاشراك كثيرة جدا، وهل هذه النتائج المترتبة تعتبر إحدى موارد الاشراك ام لا ؟  وشكراً لسماحتكم.

 

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

   بسمه تعالى

اعلم ايدك الله بتأييده، ان كل عمل يقدمه العبد لله تعالى وان كان خالصا لوجه لا يرجو منه جزءا او ثواباً، فإن الله تعالى سيقدم له مقابل ذلك العمل، ليس أجراً او جزاءاً على عمله إطلاقاً، وانما اخلاقه تأبى ان لا يرد المعروف، واما ان كان العبد بهذه المرتبة الذي ذكرتها من تجريد النية، فإن القبول الالهي والاستحسان والثناء والعطاء انما هو اسلوب لتقرب الله من ذلك العبد – فافهم- وليس جزاءاً البتة.

وليس فيها اثراً سلبياً على طهارة العبد الا اذا وجهها العبد توجيها خاطئاً من قبيل أن يغتر بالثناء او يرى لنفسه قيمة.

أما مسألة الحفاظ على طهارة النية، فالطريقة الشاملة في ذلك هي عدم تمكين الطمع من القلب.

واما النتائج المترتبة على العمل الطاهر للعبيد فليست من الاشراك ان لم يكن هو طالبها.

وفقك الله تعالى لبلوغ مرادك.

منتظر الخفاجي



جديد قسم : سؤال وجواب

إرسال تعليق