يُخطط الانسان لأجل تحقيق غايةٍ مُعينةٍ، كتأسيس عمل تجاري أو عمل سياسي أو علاقة إنسانية أو غير ذلك ولكنه حين التطبيق يلاحظ فشلَ ذلك التخطيط، مما يضطره إلى إعادة النظر في تخطيطه للوقوف على أخطاءهِ وتصحيحها، وحين يَنزِلُ بتخطيطهِ الجديد إلى واقع التطبيق مرةً أُخرى يتفاجىء ثانية بظهور بعض العقبات التي تمنع تحقق الغاية التي خطط لها مُعلناً فشل تخطيطه مرةً أُخرى !!! حينها قد يبدأ بمراجعة خطواته من حيث طريقة الانطلاق وأسلوب التطبيق وقد يستعين بأهل الخبرة أو اصحاب النفوذ بمعنى (يشوف له واسطة!) كما يقولون، وقد ينجح بذلك في إجتياز بعض خطوات مخططه، ليظهر له لاحقاً ما لم يحتسِب ويعيده إلى المربع الأول، فيرجع ذلك الإنسانُ لينظر إلى الخلل في تخطيطه أو فكرته، فينقلب بَصرهُ خاسئاً وهو حَسير!.

اذاً… ليس الخلل في الفكرة ولا التخطيط ولا الطريقة ولا الأسلوب، ((إنما هي إرادةٌ خالفتْ إرادة))، وما تلك العقبات التي اعترضت تطبيقه إلا ((إشارات من ربه ومدبّر أمره))؛ بل هي كلمات بلسان الأفعال توضح له: أن أُترك ما أنت مُقبل عليه فإن ضرّه أكبر من نَفعِه (وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا) 11: الاسراء.


(( فمن لم يقف على مواطن الإرادة أضحى كأعمى تائهاً في غابة )).

منتظر الخفاجي






جديد قسم : مقالات

إرسال تعليق