جلسات رمضانية مع سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي ( الجلسة السادسة )


 

   سماحة الأب المربي. خلال الصوم في شهر رمضان وخصوصاً في الصيف يواجه الصائم مجاهدة في صيامه حيث طول نهار الصيف وشدة حر أيامه، ورغم ذلك نرى هذا الصائم  بعد انقضاء شهر رمضان قد رجع الى  بعض الأفعال و الصفات التي كانت موجودة عنده قبل صيامه وكأنه لم يستفد من مجاهدته في صيام هذا الشهر شيئاً !؟

إجابة سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي :

   المسألة ليست هكذا واقعاً، حيث إن وجود الصعوبات في الصيام من مجاهدات ومخالفات لرغبات النفس الأمارة بالسوء ليست داعية قطعية لتَّبدل الصفات وتغييرها، نعم على مستوى من المستويات قد تضعّف بعض الرغبات النفسية، وقد يُكسر شيء من شوكة النفس الأمارة بالسوء، كما ان الشيء الآخر انه  توجد في شهر رمضان –  لو جاز التعبير – عناية إلهية خاصة بالصائم، من قبيل:

– تضعيف بعض الجوانب السيئة الموجودة في الإنسان سواء كانت داخلية أو خارجية  مثال قوة النفس الأمارة بالسوء، الشيطان وغيرها.

– تقوية بعض الجوانب الإيجابية أو الحَسِنة الموجودة في داخل الفرد الصائم.

وهذه جميعها تُعتبر مُساعِدات وهبات الهية في شهر رمضان، لكنها تنتهي مع نهاية الشهر، نعم يمكن للفرد ان يستفيد من شهر رمضان للشروع ببعض الأفعال أو الأعمال العبادية بحيث يسحبها الى غير شهر رمضان، أما أنه تتبدل طبائِعه أو تتبدل أخلاقه أو تتبدل بعض السجايا الموجودة عنده فهذا شيء مُستَصعب إلى حدٍ ما.

سؤال  : هل سبب ذلك هو قلة المدة سماحتكم؟

جواب سماحته:

   لا بأس بذلك. نحن نقول و كذلك علماء الأخلاق (أن تكرار الأفعال يؤدي الى تبدل الصفة) لا بأس بذلك، حينما يستمر الشخص على فعل معين بمعنى (يكرر هذا الفعل) فإن الفعل  سوف يمر بمراتب ومراحل تتدرج من صعوبة عمل الفعل  إلى إستساغة عمله ثم إلى محبة الفعل فالإدمان عليه ، هذه هي المراحل المعهودة او المعروفة، لكن بالنسبة لمجاهدة النفس الأمارة بالسوء، فإعلم أن النفس باقية ما بقي الإنسان، نعم تختلف أو تتبدل من ناحية الرقي المرتبي، بدلاً من أن تكون شهواتها بالطعام والمنام و غيرها، تتحول إلى شهوات بالدرجات و المناصب العليا وهكذا، ولكن جوهر النفس باقي، وإلا لا قيام للإنسان بدون نفس، فلا بأس بالاستمرار على تكرار الفعل الواحد، فعلى سبيل المثال أن شخصاً معيناً خلال شهر رمضان يحاول قدر الإمكان أن يتجنب مرض ورذيلة الغيبة، لكنه يتوقف عن ذلك بعد انقضاء الشهر فان احتمالية رجوعه لهذه الرذيلة ستكون كبيرة، أما إذا استمر بهذا التجنب الى ما بعد رمضان ربما لشهرين أو ثلاثة أشهر وباصرار وارادة فإن هناك إحتمال كبير أن يصل إلى مرحلة عدم إستساغة الغيبة لأنه بدأ يراها شيء قبيح وغير جميل، نعم لا بأس بذلك ولكن الامر يحتاج الى إرادة جادة وفترة زمنية كما قلنا.





جديد قسم :

إرسال تعليق