سماحة الأب المربي شيخنا العزيز. من الطقوس العبادية التي يقوم بها المؤمنون في شهر رمضان هي ختمة قراءة القرآن، فهل نستطيع أن نستفيد من القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك بأُمور أكثر من ختمة قراءته؟
إجابة سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي:
– نعم بالتأكيد ممكن، بالنسبة لختمة قراءة القرآن هي من الأُمور المستحبة والتي يواظب عليها الناس في شهر رمضان، لكن ربما أستطيع القول انه على حسب مرتبة الشخص الصائم نفسه يكون النفع والاستفادة بمعنى:
1- إن كان من أرباب الجزاء والثواب فأكيد ان ختمة قراءة القرآن تنفعه كثيراً، وربما أكثر من غيرها، فهي تغفر الذنوب كما ان فيها من الفوائد المعنوية والأخروية الشيء الكثير.
2- أما إن كان من أرباب القلوب فالأمر يختلف حقيقةً، حيث نجد ان قراءته للقرآن بمعدل جزء واحد يوميا لأجل ان يختمه وبهذه السرعة سوف لن يستفيد منها كثيراً، إنما ما ينفعه واقعا أكثر هو التفاعل القلبي مع الآية القرآنية – لو جاز التعبير- أي نجده يقف عند الآيات التي تؤثر قلبياً أو التي تجذبه إلى القرآن جذباً قلبياً، بمعنى الآيات التي تؤثر به من ناحية الخشوع والتي تغير عنده بعض الأحوال القلبية، وربما صاحب هذه المرتبة لا يستطيع أن يختم قراءة القرآن على المنوال والطريقة المتعارف عليها في ختمة قراءة القران خلال شهر.
3- وإن كان من أرباب العقول فصاحب هذه المرتبة واقعا يصعب عليه أن يختم قراءة القرآن ربما حتى بسنة صراحةً، لأنه سيتوقف عند كل آية ويحاول قدر الإمكان ان يتمعن ويتفكر بها ليستفيد ويأخذ منها فوائداً عقليةً، حينئذٍ نجد ان صاحب العقل يستفيد من القراءة العقلية للقرآن أكثر من ختمة قراءة القرآن السائدة والمتعارف عليها.
فأكيد كل صاحب مرتبة له طريقته المناسبة لقراءة القرآن والاستفادة منه. والمفروض أن يؤخذ هذا بعين الإعتبار.
تعليقات: 0
إرسال تعليق