سماحتكم يتضح من قول الله تعالى﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلونَ ﴾[الأنعام: ١٣٢] ان الايمان مراتب ودرجات فهل يستطيع المؤمن أن يعرف ويشعر باختلاف درجة ايمانه صعوداً أو نزولاً؟ والشِق الآخر من السؤال: لماذا لا نرى الإنسان يسعى لتغيير درجاته الإيمانية؟ و يرضى بما هو عليه من درجة؟ هل لإرادة الإنسان دخل في ذلك أم هي الإرادة الإلهية؟
إجابة سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي:
قطعاً لا، ليست الإرادة الإلهية، الله سبحانه وتعالى يريد لعباده الآخرة والمنازل العليا أكيداً. بالنسبة للشِق الأول من السؤال : المسألة تحتاج إلى شيء من الصفاء و الإلتفات، أحياناً يوجد شخص معين يسير في طريق الإيمان لكنه لا يلتفت الى أين وصل، ربما يدفعه في مسيره هذا الشعور الدائم بالتقصير أو الشوق الى الغاية، فلا يلتفت الى أين وصل إطلاقاً، لكن أحياناً ينبهه الله سبحانه وتعالى الى ذلك، فمثلا أنه انا اليوم عندي صفة معينة أو عندي نقص معين، بعد فترة أكتشف ان هذا النقص إختفى، هنا الله سبحانه وتعالى نبَّهني على أن هذا النقص إختفى، ولربما انه اختفى بسبب أفعال عبادية او بسبب إستغفار أو بسبب عمل صالح الخ.. ، الإنسان إذا رجع الى الوراء لو جاز التعبير _ اقصد رجع بالنظر _ فانه سينظر إلى حاله في السنة الماضية وهذه السنة ويُقِيم قيامته _ لو جاز التعبير _ و يحاسب نفسه من خلال رؤية سيّئاته و حسناته هنا سوف يستشعر ويرى الفرق، سيرى أن كثيراً من الأمور الغير محببة والتي كان يقوم بها قد إنتفت، يرى كذلك ان بعض الصفات التي كان يتصف بها قد قلّت أوضعف أثرها، طبعا أقصد إذا ما كان مسيره إيمانياً فسوف يرى وجود فروقات أكيداً، أضف إلى ذلك انه في بعض المواطن – كما ذكرنا – ان الله سبحانه وتعالى سوف ينبهه على ان مستواك أصبح أفضل من السابق؛ لكي يعطيه حافزاً ودافعاً للمسير أكثر، فهذه كلها ترجع إلى الفرد نفسه، أحياناً يلتفت لحاله و يرى وجود فرق معين. أحياناً البعض من مُحبّيني أُبين أنا له : انك كنت كذا في العام السابق – إذا كنت تتذكر – ؟ والآن أصبحت كذا، فيقول لي أنا لست منتبهاً لذلك، طبعاً جزاه الله الف خير ربما زهداً منه بهذه المسألة، فيقول لي: المهم أني أسير لله سبحانه وتعالى وأين ما يقدر لي الله أن أصل … أصل، فليسَت مسألة الإلتفات إلى مستواه الايماني ورقيه من مرتبة الى مرتبة اخرى هي مسالة صعبة، سيرى انه اصبح لديه وَرَع عن بعض المحرمات وعدم إستساغة لبعض الأمور السيئة وانه أصبح لديه مستوى من الترفُّع،، وذلك قطعاً فيه دلالة على أن المستوى الإيماني لديه إرتفع.
سؤال الشيخ : وبالعكس عند نزول الدرجات؟
إجابة السماحة:
نعم وبالعكس نفس الشيء، حينما ينزل سيعرف انه نازل ﴿ بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ ﴾[القيامة: ١٤]. بصيرة : اي يرى ويسمع.
سؤال الشيخ :يعني لا يُعذَر بالغفلة؟
إجابة السماحة:
واقعاً في ما يخص مسألة الغفلة، فان بعض الغفلة هي من الإنسان و بعضها ليست منه، فالله سبحانه وتعالى- احياناً- يُنزِّل عليك الغفلة لأن مصلحتك تتطلب ذلك في مواطنٍ معينةٍ، أما الغفلة الأخرى التي هي من الإنسان، فاكيداً هو مُحاسَب عليها، لان الغفلة نِتاج أعمال وأفعال هو قام بها، وإلا لماذا أتته الغفلة؟
تعليقات: 0
إرسال تعليق