قال الإمام الصادق عليه السلام: ( الصبر يُظهر ما في بواطن العباد من النور والصفاء، والجزع يُظهر ما في بواطنهم من الظلمة والوحشة ).
   ومعنى ذلك: أن باطن الانسان والذي هو مكنون النفس، حوى الظلمة والنور والخير والشر، ولا يعلم الانسان ما في باطنه الا حين الابتلاء، فإن الابتلاء يزلزل ما في الصدور فيُخرج ما كان فيها من مكمن الصدر الى مظهر القلب، فإن كان تعامُل العبد وفق ما أمره الله عز وجل فلن يخرج من باطنه الّا خيره، ولن يصدر من مكنونه إلّا افضله.
   فإذا صبر العبد على بلاء ربه عمِل ذلك الصبر على إخراج أصفى وأنقى ما موجود في باطنه من الامكانات، وتمكينها من مقام القلب، فتكون من ثوابت شخصيته وأركان تعاملاته.
   وأما اذا جزع العبد من بلاء الله وفتنته؛ فسوف يُخرج من باطنه أسوء ما حواه وأدنى ما اشتمل عليه من الافعال والصفات الظلمانية؛ حينها سيُمكّن ويُثبّت صفةً ظلمانيةً كانت كامنة وغير فاعلة، فيرفعها الى مرحلة الظهور والتأثير في كل ما يصدر عنه من أفعالٍ وتصرفات.


منتظر الخفاجي



جديد قسم : مقالات

إرسال تعليق