“أَمَّنْ هَٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُۥ”؟ (الملك – ٢١)

    من….؟ عقلك؟ تخطيطك؟ أساليبك الملتوية؟ تحايلك على الناس؟ أم علاقاتك الواسعة واتصالاتك غير المنقطعة؟! كلا……. فإن “َفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ” (الذاريات- ٢٢-٢٣) تدبير رزقكم، امضاءاً وايقافاً، زيادةً ونقصاناً في سماء الارادة وليس في أرض أوهامكم ولا في برزخ خيالاتكم ولا تصاوير آمالكم.

    كم من تخطيطٍ خططتَهُ ولم تحصد منه الا الجهد والنصَب، وكم من وسيط وسطته ولم تنل منه الا الذل والتعب، وكم من طريقٍ لطلب الرزق سلكته، واسلوبٍ ذكيٍ جربته، ولم تترك احتمالاً الا واحصيته! ثم……ظهر لك ما لم تحتسب، وحِيلَ بينك وبين ما تكتسب، وأُبعِدَ عنك ما كنتَ منه قريب، وجُعِلَ اليسير عليك عصيب، ثم…….أقامك في فُلك التحيير، تتلاطمك أمواج الاحتمالات والتخيير، فلا تجارب تنفع، ولا ثوابت تشفع، وما أثمر بالأمس أمحل اليوم، وما كان سبب نجاحك في الماضي، أمسى سبب فشلك في الآتي. وكلهُ ينادي بصمت الفعل وصوت السكون، وترجمته “نَّحْنُ نَرْزُقُكَ” (طه - ١٣٢). 

اعقل ذلك ثم اذهب أينما شئت، واعمل أي عملٍ تريد.

 

١٣\٩ \ ٢٠٢٠

                                منتظر الخفاجي



جديد قسم : سؤال وجواب