واذا سـألك عبـادي عنـي ( ٤ )
شيخنا الحبيب ادام الله تعالى بقائكم ونفعنا من عطاؤكم, ان سمحتم نضع بين يديّ سماحتكم مجموعة من الاسئلة عن الله جلّ جلاله; بعنوان ” واذا سألك عبادي عني ” كما اشار اليها الحق تبارك وتعالى في الآية المباركة { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة : 186 ], وقد أخذت من القرآن الكريم والاحاديث القدسية وأحاديث وأدعية المعصومين عليهم السلام, حيث يقول الباري عزّوجلّ { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [ النحل : 43 ] وانتم خير متصل بحضرة الحق تبارك وتعالى .
السؤال الرابع: في الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام بما معناه {إلهي، ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك}, شيخنا الحبيب ما الذي يشير اليه الامام في كلامه مع الله تعالى ؟ وايضا الكثير من الناس عندما يسمع بمثل هذا الكلام يقول نحن لا نصل لهذه المرتبة; او لا نقدر عليه فهذا خاص بالمعصوم فما رايكم ؟.
بسمه تعالى
من يعرف الحق تعالى يزهد بكل خزائنه.
المرتبة الوسطى التي تُفهم من كلام أمير المؤمنين -عليه السلام- أن على الفرد العابد أن يرتقي بعبادته وعلاقته بالله تعالى عن الخوف والطمع، وان كان الخوف والطمع هما الدافعان الأوليان للإيمان لكن ينبغي تجاوزهما بعد أن يقطع المؤمن شوطاً في مسيرة إيمانه.
كذلك يكشف لنا الأمير -عليه السلام- أن هنالك درجة ثالثة في مراتب النية العبادية وهي مرتبة الاستحقاق الإلهي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [ آل عمران: ١٠٢ ] حيث تكون فيها عبادات الفرد بدافع استحقاق الله تعالى لذلك، ثم بعد تحقق الانسان بهذه المرتبة ينتقل الى مرتبة العبادة بدافع المحبة المطلقة، ثم بعدها يرتقي الى العبادة والعمل بالدافع الذاتي الوحداني، وهنا تسقط كل الاعتبارات السابقة الذكر. وعلى هذا يكون كلام الأمير –عليه السلام- ليس بأعلى مراتبه وانما تكلم بمرتبة أولية بمقدور بعض الناس الوصول إليها.
– والله تعالى العالم بحقائق الأمور –
منتظر الخفاجي
تعليقات: 0
إرسال تعليق