ومضات تربوية
أوباما لم يخطئ


اوباما لم يخطئ

   في لقاء صحفي للرئيس الامريكي اوباما صرح قائلا:(....مع كل الخطوات الاضافية التي أمرتُ بها في الشهر الماضي، فإننا نسرع في تدريب قوات داعش بما في ذلك المتطوعين من العشائر السنية في محافظة الانبار) [المؤتمر الصحفي تموز-2015] ثم صحح الموقع الرسمي للبيت الابيض بيان الرئيس اوباما بأن اوباما كان يقصد تدريب القوات العراقية وليس داعش!.
   المتعارف ان كل كلمة للرئيس الأمريكي وكل جواب على سؤال تدرسه لجنة او عدة لجان وتخرجه بالصورة المطلوبة من قبل اصحاب القرار ثم يقدم للرئيس لكي يقوم بدوره وهو الالقاء، وخطأ بهذا القدر هو بمنزلة المستحيل، علما ان اوباما لم يصحح خطأه بل تابع كلامه ولم يتوقف ولم ينبهه أحد على ذلك، ثم أن خطأ بهذا القدر ليس من عادة اوباما ولم يعهد منه ذلك، اذن فالأمر كان مقصودا وليس أن الرجل أخطئ.
    لكن السؤال الجوهري هو ماذا أراد صناع القرار بهذا الكشف او التلميح؟ علما أن هذه الكلمة جعلت بعض الامور الظنية يقينية وانتقلت بهذه المسألة الى مرتبة أخرى.
   هناك احتمالات للمراد من ذلك:
الاحتمال الأول: هو تحذير وربما تهديد للحكومات والانظمة التي تتردد في طاعة القرار الأمريكي او تحاول التحايل عليه، فإن داعش الان هي الذراع الاطول لأمريكا حيث بسطت وجودها على كل دول العالم ، منها ما هو فاعل ومنها ما هو خامل ينتظر الامر الامريكي.
الاحتمال الثاني: هو اظهار السيطرة والتحكم الامريكي بالقيادات والحركات الاسلامي، وقد رأينا الكثير من الحركات الاسلامية والقيادات الدينية من انضوت تحت لواء داعش ومن أيدته بكل السبل.
الاحتمال الثالث: ربما هي خطوة أولية ترمي الى وضع المجتمع الاسلامي في المستقبل أمام امر واقع وهو ان قراراتكم وفتاواكم وكل ما يتعلق بدينكم من تطور وانحراف وتبدل هو صادر من البيت الابيض ويجب ان ترضخوا لهذا الواقع. وهناك احتمالات اخرى ربما يضيفها القارئ.
   أما ما أردفه بقوله:(بما في ذلك المتطوعين من العشائر السنية في الانبار). فربما يوحي الى أن ما تقوم به الولايات المتحدة من عمليات ظاهرها مقاتلة داعش انما هي تثبيت وتقوية لهم، وقد رأينا ان الكثير من عملياتهم العسكرية كانت عبارة عن إمداد لداعش بالغذاء والسلاح، نعم ربما هناك عمليات حقيقية كانت لأجل استبدال بعض قيادات داعش بقيادات أخرى تناسب المرحلة، أو لتحريك الجيش العراقي او السوري الى نقطة هم مريدوها، فيشير من خلال قوله هذا الى القدرة الأميركة للتحشيد لداعش وجلب المتطوعين، وهم قادرون على ذلك وقد رأينا وفود آلالف المتطوعين من شتى بقاع الارض متلبسين بعقائد زرعت فيهم بعمق سحيق من خلال تكتيك استخباراتي وعسكري متمكن لا تقدر عليه الدول التي تعيش على فضلات مائدة الCIA.      




جديد قسم : ومضات تربوية

إرسال تعليق