ومضات تربوية
الاناء وجنس العطاء

الاناء وجنس العطاء


     عندما تطرق باب صديقك وتقدم له إبريقاً وتطلب من أن يملأه فسوف يملؤهُ ماءاً، ولن يخطر بباله أن يملأه تمراً أو عصيراً، عندما تقرب سلة المهملات من صديقك فسوف يدرك أنك تطلب منه أن يرمي بها مهملاته، عندما تقدم لصديقك إناءاً بالياً قذراً لن يتبادر لذهنه أنك تطلب الطعام، ذلك لأنه عاقل ويدرك إرادتك وبُغيتك من خلال جنس الاناء وصفته، فلا ترجو ان قدمت للعاقل إناءاً قذراً أن يملأه بشيءٍ طاهرٍ، لأن تقديم الاناء بما يحمل من صفات هو طلب فعلي لملئهِ بما يناسب تلك الصفات، بل إذا ملأهُ بما لا يتناسب معه فستكون أنت اول المعترضين وستنسب الجهل أو اللامبالاة لصديقك ذاك.

     فلا تظن يوما أنك ان قدمت لربك إناءاً قذراً أن يملأه لك من الطيبات، فمن يقدم إناءه وهو يحمل بذرة النفاق أو مقدماته فسوف يملؤهُ نفاقاً   فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ }سورة التوبة اية -77].

فطهر قلبك ولا تُتعب نفسك ببيان ما تريد فإنك قدمته لكريم حكيم.


جديد قسم : ومضات تربوية

إرسال تعليق