ومضات تربوية
أخطاء رمضانية

أخطاء رمضانية
     يقع البعض في شهر رمضان بالأخطاء التي من شأنها أن تُنقص من عطاءه في هذا الشهر وربما ما بعده، والتي تؤدي الى عدم القيام به على الوجه الذي يريده الله تعالى لنا. فمن هذه الأخطاء وليس كلها:
     أولاً: سرعة الغضب: فإن أغلب الصائمين يكون سريع الغضب حين صيامه. وربما السبب في ذلك هو ما يسببه الصيام من الضغط على النفس الذي يجعل الأمور المثيرة للغضب أكبر من حجمها الطبيعي فكأنه يضيف انفعالاً زائداً. لكن ذلك ليس مبرراً للغضب، لأن الذي شرّع الصيام يعلم ذلك وأمرنا بضده، بل إن من المصالح المترتبة على الصيام هو الاعتياد على ضبط النفس، وربما هو من الأهداف المنظورة من فرض الصيام.
    فليس من المستصعب على الصائم الذي استطاع أن يضبط نفسه ويقيد شهوتها عن الأكل والشرب أن يقيدها عن الغضب إلى حين الإفطار، علما أن الرغبة للطعام والشراب ملازمة للصائم في طول نهاره على عكس الغضب فإنه حالات تحدث حينا وتغيب أحيانا.

     ثانياً: التبذير الذي يحصل في شهر رمضان، والذي يخرج عن حد المعقول. علما أن من حِكم الصيام هو الشعور بحال الفقراء والجياع ومعاناتهم، ولا أعتقد أن مائدة من أربعة عشر صنفاً تبقي لدينا شيئاً من شعور للفقير!. بل أن المنظور الأعلى والغاية القصوى للصائم هو مدفع الإفطار! وهو المسيطر على شعوره.
    هذا مع اليقين بأن من يجلس على مائدة الإفطار لا يأكل عشرها، وأن بعض أنواع الطعام لا تصله النوبة! أو يغفل عن وجودها بسبب الكثرة.
     ثالثاً: الإفطار قبل أداء الصلاة، والذي به يضيّع أعلى مراتب صلاة الصائمين، لأنه وكما تعلم إن أثقل صلاة على الصائم هي المغرب، والأجر والعطاء على قدر الصعوبات والمشقات. فإذا أفطر الصائم ثم صلى حُسبت له صلاة مُفطِر وليس صلاة صائم وبينهما بون شاسع.
     رابعاً: الإفراط في الأكل. فترى البعض إن جلس الى الطعام أقبل عليه إقبالاً لو أقبله على فعل عبادي لأبصر الجنة وهو في الدنيا! .
     فحين الأكل يُسقط كل المقاييس ويذر العقل جانباً، والوصايا والناموس وراء ظهره، والمستحبات ليس لها الى بطنه سبيل! تراه يحاول لا أن يملئ بطنه لأن بطنه امتلئ بل يحاول أن يملئ نفسه التي لا تمتلئ، ومن الظريف أن سؤِل أحدهم: لمَ تشرب المشروبات الغازية وأنت تأكل؟ قال: لكي أهيئ مكانا للقيمات أخرى (كان الله في عونه!).
    والنتيجة ماذا؟ تثاقل عن العبادة بل عن إزالة الآثار وغسل يديه، ثم تبدأ المشقة الثانية وهي كيف يتخلص من هذا الطعام الذي كان له حبيباً قبل قليل والآن أصبح عدوا مبينا، فتراه يمضغ اللبان ويشرب الهاضمات ويحاول المشي إن كانت له طاقة. وقد يمسي حاله بعد الإفطار أشق وأصعب من حاله قبل الإفطار، والسبب عدم وجود العقل حين الأكل.
    خامساً: كذلك من الأخطاء الرمضانية كثرة النوم والكسل. فترى بعض الصائمين كسولاً مسوّفاً مؤجلاً لأكثر أعماله (إلا ما يرتبط بالأكل طبعا فإنه سريع مجيب!) كثير النوم وإن لم يستطع النوم تناوم، فيجعل شهر العطاء شهر الكسل والتعطيل. ونحن نعلم أن الله تبارك اسمه عندما كلّف العباد الصيام يدرك أن لديهم القابلية لأداء أعمالهم والقيام بنشاطاتهم أو أغلبها رغم وجود الشعور بالجوع والعطش، أقله بمقدار لا تتعطل معه مصالح العباد.
    فلو أن الصائم تلافى هذه الأخطاء والنواقص، حتماً سيكون صيامه أكمل وأكثر مقبولة عند الله تعالى بل سينعكس ذلك الكمال على حياته فيما بعد رمضان.

    وأخيرا ...نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا جميعاً بأحسن قبولٍ وأن يجعله شفيعاً لنا في الدنيا والآخرة إنه سريع مجيب.

  

جديد قسم : ومضات تربوية

إرسال تعليق