ردة فعل لا تساوي في المقدار ولا تخالف في الاتجاه |
ردة فعل لا تساوي في المقدار ولا تخالف في الاتجاه
ان ما يصيب
أمتنا الاسلامية من انتكاسات وتعثرات وارتباك في اتخاذ القرارات، هو ناتج عن ضعف
الفاعلية لهذه الأمة، فقد أضحت هذه الامة ليس لها عمل الا استقبال افعال الغير دون
أن يكون لها فاعلية حقيقة أو وهمية، إنما اقتصر عملها على مجابهة أفعال الغير
بردود أفعال قاصرة ومجارية لأفعال الغير من حيث تشعر أو تغفل، وأوضح مثال على ذلك
هي الفتنة الطائفية التي جرّت المجتمعات الاسلامية الى النقطة التي ارادها أعداء
هذه الامة من خلال ردود افعال الامة تجاه الفعل المطلوب من اصحاب الفتنة، فعندما
تحركت هذ القوى عسكريا تجاه هذه الامة المسكينة كانت ردة فعلها هو الانصياع لهذه
الفتنة فكريا ونفسيا وثقافيا وعقائديا، وتخلت عن الكثير من ثوابتها وقناعاتها
وأزالت الكثير من افكارها التي كانت تتخذ منها منهجا فكريا ومعنويا لسنين طوال،
واقتصرت على مفردات بسيطة توهمت أنها الحل الامثل لمجابهة هذه الظاهرة المتطرفة،
وكلما قويت المواجهة نرى أمتنا أسرعت الى اسقاط الكثير من ثوابتها والتي مازالت
تعطي وكأن ثوابتها قيود تقيدها عن قوة خفية تقدر من خلالها على القضاء على الافكار
المتطرفة!.
والنتيجة اسقطنا
سلاح الدعاء، اسقطنا سلاح الإخلاص، اسقطنا سلاح طهارة النوايا، أسقطنا سلاح تغذية
عقائدنا والرقي بها الى درجات أعلى وأشرف، أسقطنا سلاح )إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ( [سورة محمد اية 7 ] ونصرة الله تعالى هي بترسيخ معتقداته في
نفوسنا، ونحن ندرك انها حرب معتقدات لا حرب أجساد.
الحري بنا إن
كنا ننظر الى ان هذه الفتنة على انها ابتلاء أن نتعامل معها وفق معاييرنا وأفكارنا
وثوابتنا مهما كانت.
عندما يجرك عدوك
الى ترك ثقافتك فقد انتصر عليك في باب، عندما يجبرك عدوك على ترك تلك الربع ساعة
التي تتفكر فيها بآيات الله وتحولها الى باب أدنى فقد انتصر، عندما يجرك عدوك الى
ان تخطو خطوة نحو خطوطك الحمراء فقد انتصر، عندما يجعلك عبارة عن ردة فعل فقد
انتصر، عندما يجعل عمل عقلك الوحيد هو البحث عن حلول فقد جعل عقلك طوع ارادته
وأضافك الى دائرة عمله، وهذا حال أمتنا الان وربما في المستقبل القريب.
تعليقات: 0
إرسال تعليق