سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي
الوضع العراقي باختصار

الوضع العراقي باختصار

   البنى الفوقية أو العليا للمجتمع العراقي والتي أعني بها، المبادئ والعقائد والأخلاق والروابط الاجتماعية وما هو بمستواها، كل رائي بصير يراها بنزول وتدني مستمر وبدون توقف، والذي يعني نزول المستوى العام للمجتمع، وبالتالي من الصعوبة ان يُنتج هكذا مجتمع قوّاداً وزعماءاً مغايرين ومختلفين عن البيئة التي انتجتهم. 


   وعليه، حينما يعمد الشعب الى انتخاب حكومة لتسيير أموره وتحقيق مصالحه؛ فسوف يختار -على وجه العموم أو الاغلب- أفراداً يمثلون ذلك المستوى الذي وصل اليه المجتمع؛ مستوى النزول والتدني العام. وهذا ليس هو السيء بالأمر. انما ما يشهده كل العراقيين من ان الحكومة التي تصعد الى دفة تسير مصالح الشعب سوف تعمل على إنزال المجتمع الى مراتب أدنى مما هو عليه، وذلك من خلال ما تتمتع به من صفات متدنية تدفعها الى خلق افعال واتخاذ قرارات متردية، حينها ستكون فترة عمل الحكومة والتي هي أربع سنين (على أقل تقدير) عبارة عن انزال المستوى المجتمعي العام لعمق أربع سنين من التردي والتخلف وتبدل القيم السيئة بأسوء منها، وليس هذا ليس هو الاسوء! انما الاسوء هو؛ بعد ان يتردّى المجتمع في عمق الرذيلة والتخلف الفكري والنفسي والثقافي لفترة أربع سنين نزولاً غير منقطعاً، سوف ترجع عملية انتخاب حكومة جديدة، فيعمد الشعب الى اختيار افراد جدد ليقودوا البلاد، فيختاروا قادة أدنى من القادة السابقين بمسافة أربع سنين، لان القيادات اللاحقة هي نتاج مجتمع تردى لمدة أربع سنين على يد الحكومة السابقة وهكذا في سلم التراجع والتردي.

   فمن الحماقة –والحال هذه- ان يأمل الفرد من الحكومة اللاحقة ان تكون أفضل من السابقة في مجتمع يتحرك نحو التدني.




جديد قسم : مقالات

إرسال تعليق