سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي
أنقى الصداقات

أنقى الصداقات

   يخرج في كل صباح الى الشارع ليلعب مع أقرانه من الأطفال، لكنه في كل مرة يتخذ زاوية بعيدة عن الأطفال، ويشاهدهم وهم يلعبون ويمرحون، وهو ينظر إليهم من بعيد، ولا يلعب معهم، لكنه يضحك لضحكهم ويفرح لفرحهم ويتفاعل مع كل حركاتهم، وإن رآهم يحتاجون بعض الألعاب أخرج لهم صندوق العابه واعطاهم كل ما يملك من العاب ثم يعود الى زاويته ويجلس فيها! وينظر إليهم بفرح وسرور وربما كسرو بعض العابه وهو لا يبالي. 

   لاحظ أحد رجال الحي هذا الامر فتوجه له بالسؤال: لماذا لا تلعب معهم؟.

   قال: ربما وجودي معهم يزعجهم، وقد يقلل من متعتهم، وانا يكفيني أن انظر لهم وأراهم فرحين، وهذه المتعة كافية لي.

   فقال السائل: ولمَ تعطيهم ألعابك، وهم حينما تكون لديهم ألعاب لا يشاركوك إياها؟

   قال: عندما يلعبون بألعابي وأراهم مستمتعين وفرحين فإن ذلك يزيد سروري. أما انهم لا يشاركوني العابهم فهذا لا يهمني.

   فسأله الرجل: الا ترغب في اللعب معهم؟.

   قال: بلى ارغب باللعب معهم والتقرب إليهم أكثر، لكنّ خوفي عليهم مني يمنعني!!.
   فقال السائل بتعجب: وما نوع هذه العلاقة الغريبة؟.
   أجابه: إنهم أصدقائي.
   قال السائل: عجبت من أمرك! كيف انهم اصدقاؤك وانت بعيد عنهم ولا تجالسهم ولا تعرف عنهم شيئاً؟.
   قال: كلا، لستُ بعيداً عنهم، بل إني قريب منهم لكني أتمنى ان اقترب أكثر. وأني أعرف عنهم كل شيء، هذا اسمه فلان وهو يزعل بسرعة، وذاك اسمه فلان وهو يصنع المشاكل ويستقوي على الاخرين، والأخر أسمه فلان وهو كثير التملق، والذي يرتدي السروال الأزرق أكثرهم هدوءاً، كلهم أعرفهم واسمع كل ما يتحدثون به، وأرى كيف يتشاجرون ومتى يتصالحون، وما الذي يحبوه ويكرهوه. كيف لا اعرفهم وهم أصدقائي.
فسأله السائل مستغرباً من هذه العلاقة الفريدة: وماذا بعد ذلك؟ هل يبقى حالك هكذا تشاهد من بعيد؟.

   قال: وما المشكلة في ذلك، هم فرحون ومستمتعون وأنا أُسر كلما رأيتهم مهما كان حالهم، وقد يأتي يوم وينادونني ويدعونني إليهم.




جديد قسم : مقالات

إرسال تعليق