وصايا للتربويين

وصايا للكوادر التربوية والتدريسية.

الى أساتذتنا الأعزاء في المدارس والمعاهد والجامعات، نرجو منكم أن تنظروا لهذه الوصايا بعين الاهتمام، لأجل الارتقاء بالمستوى الفكري والأخلاقي والثقافي لأبنائنا الطلبة:

أولاً: نتمنى على أساتذتنا الأعزاء أن يتمتعوا برحابة الصدر وطول الأناة وتحمل الخطأ، فبها يستطيعون أن يعطوا مساحة للطالب ليعبر عن أفكاره دون وجلٍ أو خجل، فإن الأفكار والآراء اذا ماتت في الصدور أغلقت الباب عن نزول أفكار أخرى، فحتى لو كانت فكرة الطالب خاطئة أو غير منطقية فينبغي أن نصوبها له ونمتدحه عليها؛ لأجل أن نحبب له باب التفكر، حينها سنخلق مجتمعاً بأعلى مراتب الفكر.


ثانياً: نتأمل من الكوادر التدريسية أن تساهم برفع المستوى الثقافي للمجتمع عن طريق حث الطلبة على مطالعة الكتب الخارجية بشتى علومها وتحبيبها إليهم.



ثالثاً: بما أن التربية والتعليم هما مسؤولية واحدة بالنسبة للأستاذ، فنتمنى على اساتذتنا أن يهتموا بجانب التربية كاهتمامهم بجانب التعلم ان لم يكن اكثر، ويؤسسوا في الطالب القيم التربوية الاجتماعية، سواء على صعيد التربية النفسية أو الفكرية، والتي تساهم في رفع المستوى التربوي لدى الطالب.

رابعاً: اننا نعيش في مرحلة انحطاط للقيم الأخلاقية وسلب للعادات الحسنى التي كان مجتمعنا يتربع بها على عرش الاخلاق، فالذي نرجوه من الاخوة المربين أن لا يعدموا الطالب من نصائحهم ومواعظهم الأخلاقية ومحاولة احياء الصفات الفضلى في نفس الطالب، والتي بالتالي سينقلها الى بيته وشارعه، حينها سننشر الاخلاق بين شبابنا.

خامساً: على اساتذتنا الافاضل أن يجابهوا الحملة الشعواء التي يقوم بها أعداء العراق في تغيير موازين القبح والجمال، والتي أدت الى انحراف الذوق العام، فأصبحت الرذيلة والسخافة والتميع هي المستساغة، والفضيلة والمروءة والرجولة منبوذة مستقبحة لدى الاغلب.

سادساً: إن أبنائنا في المراحل الابتدائية أكثر ما يحركهم هي غريزة الخيال، فينبغي أن نستفيد من هذا الجانب ونزرع في أرض خيالهم صور تلك الشخصيات التي كانت تتحلى بالفضائل النفسية والرجاحة الفكرية، عن طريق سرد قصصهم وبيان مواقفهم الفضيلة، وليس التركيز على القصص البطولية أو القومية أو المذهبية.

سابعاً: إن قيمة الانسان هي مقدار ما يحمل من قيم إنسانية عليا، فإذا أردنا أن نرتقي بمجتمعنا الى مصاف المجتمعات المتقدمة أو نتجاوزها، فعلينا أن نزرع القيم الإنسانية في أبنائنا منذ نعومة أظفارهم ونحبب لهم هذه القيم، كالمحبة ومساعدة الناس وحب الخير للغير وتقبل الآخر المختلف في الدين أو القومية، ونبين لهم الجوانب الإنسانية من قياداتنا وأسلافنا.

ثامناً: كلنا يقين من أن أرباب التربية والتعليم يدركون جيداً خطورة مهنتهم، فهي المهنة التي لها اليد الطولى في صناعة المجتمع وتقرير نوعه ومستواه وصياغته بالصورة التي يريدون، وهذه من أخطر المسؤوليات، فهي من يقرر مستقبل الاجيال.

وأخيراً أتمنى على أساتذتنا الموقرين أن يستهدفوا هذا العام صنعُ جيل أرقى من سابقه، وهكذا في كل عام.
والله ولي التوفيق والتسديد.



جديد قسم : وصايا

إرسال تعليق